الخميس، 27 أكتوبر 2011

ما هي اولوياتك في حياتك ؟

Admin
نقرأ هذا التساؤل : " ما هي الأولويات ( الأساسيات ) أخبرونا فنضع قلوبنا عليها ؟! " ( أش 41 : 22 ) وقد أجاب الرب – في العهد الجديد – بوضع أولويات أربعة :


أولاً: أولويات التخطيط للمستقبل الأبدي :


" أطلبوا أولاً ملكوت الله وبره "

• نظراً لغربة الإنسان ، فيجب أن يعطي الأولوية لحياته الأبدية . لو كان لديك فراغ ساعة واحدة ولديك عدة موضوعات ، فماذا تفعل ؟ من الحكمة أن تعطي الوقت للأهم ثم للأقل أهمية وهكذا.


• أولوية حب الله على ما عداه : " عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى " ، " أبعدما أبتدأتم بالروح تكملون بالجسد ؟! "


• هل الله له الأولوية أم الانشغال بسواه ؟ يجب أن تكون الأولوية للعلاقة مع الله لأنه الوحيد الذي سيسير معك هنا وهناك ، قال داود النبي " يا الهي إليك أبُكر " ( بداية اليوم بالصلاة ) .


• أولوية إعطاء الله حقه ( العشور ) قبل أوجه باقي الصرف ، وليس وضعه في ذيل قائمة الحساب الشهري : " أعطوا نفوسهم أولاً للرب " ، فسُهل عليهم وضع أيديهم في جيوبهم لدفع نصيب الرب كاملاً .


• قال القديس بولس : " أطلب أول كل شئ أن تقام صلوات وتشكرات " .


• قال سليمان : " أذكر خالقك في أيام شبابك قبل أن تأتي السنين فتقول ليس لي فيها سرور " (جا 12 : 1 ) وكلما أعطى المرء قلبه للرب مبكراً ، كلما نما في النعمة والفرح أكثر ، وكلما ابتعد عن عوامل الفشل واليأس .


• وقال خادم : " اجمع الفضائل في شبابك تجدها في شيخوختك " ، والعكس كما يقول كما يقول المثل : " من جار على شبابه جارت عليه شيخوخته " ( راجع جا 7 : 17 ) .


• ترتيب الروحيات أولا ثم الماديات ومشاغلها ومشاكلها " ليكن كل شئ بلباقة وبحسب ترتيب "


• التخطيط السليم ، وضع أساس روحي متين ( بيت مبني على الصخر ، وليس على الرمل فيقع بسرعة وبسهوله ) . تخطيط يوسف الصديق السليم ، وكان الله معه فنجح وفرح واستراح . تخطيط العذارى الحكيمات السليم للاستعداد للعرس الدائم فتحقق الهدف .


• ضرورة التخطيط للمستقبل الأبدي والأرضي ( أولوية حساب النفقة عند بناء البرج ، وأولوية الاستعداد للحروب ، وإمكانياتها قبل الشروع فيها ) .


• التخطيط الغير سليم القائم على الاهتمام بأمور الدنيا وإهمال أولويات الحياة الخالدة ( مثاله الغني الغبي الذي مات فجأة وترك كل أملاكه ) .


• التخطيط العجيب الذي أتمه السيد المسيح في معجزة الخمس خبزات والسمكتين ، وفي خطة خلاص الناس .


ثانياً : أولوية الصلح والسلام :


" إذهب أولاً إصطلح مع أخيك "

• تعتمد العبادة على محبة الله والناس . ومحبة البشر تعني طلب خلاصهم وراحتهم


• الصوم والصلاة والصدقة ، لا يقبلها الله من مخاصم ، ولاجئ للمحاكم ، والظالم إذ يجب ترك القربان على المذبح والصلح أولاً ، كطلب الرب ( راجع أش 58 )


• الخاطئ مريض في حاجة لعلاج وإرشاد وصلاة لأجله لا عقاب ولا عتاب ، إن لم تغفروا للناس ... لم يغفر الله لكم ، " طوبى للرحماء لأنهم يُرحمون " ، " قبل كل شئ لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة " (1 بط 4 ) .


• وقال القديس زوسيما : " اشكر المخطئ في حقك ، ولا تطلب التحقيق معه ، لأنه طبيب لجراحك إن كنت ذا إنفعال ، ويسبب لك ملكوت السموات ، إن كنت هادئ الطبع " .


• وقال القديس يوحنا الدرجي : " لا تتضايق من الذين يصنعون إكليلك " .


• وقال مار إسحق السُرياني : " كن مظلوماً لا ظالماً ، مطروداً لا طارداً " . وقال قداسة البابا شنودة الثالث : " وكن مصلوباً لا صالباً " ، والنتيجة في السماء .


ثالثاً : أولوية التفتيش عن عيوب الذات :


" أخرج أولا الخشبة من عينك "
" من منكم بلا خطية ، فليرمها ( المرأة الخاطئة ) أولاً بحجر "

• من الأفضل التفتيش عن عيوب الذات – لا عيوب الغير – حتى يمكن إصلاحها ، كما أن الإنسان أقدر على فهم ومعرفة عيوبه ، لا عيوب غيره .


• قال قديس " كيف أترك ميتي ، وابكي على ميت غيري ؟! " ( خطاياه الخاصة ) . الأصلح إدانة الذات، حتى تقود النفس للندم والتوبة ( الذي منزله من زجاج لا يلقي الناس بالأحجار ) .


• قال خادم : " إجعل خطايات أمامك وخطايا غيرك خلف ظهرك ، يستقيم طريقك " .


• خطية الإدانة خطية مميتة ، لأنها اغتصاب حق الله الديان ( وهو لا يدين الآن ) وهي خطية مركبة ( فيها قسوة وظلم وافتراء وتجريح وفضح وذم وعدم رحمة وعدم محبة وكبرياء ... الخ ) .


• ولا يرحم من يدين غيره (مت 7 ، رو 2 ) . ونحن أقدر على فهم عيوبنا والأفضل أن نشغل بها ، بدلاً من الانشغال بسلوك غيرنا . وتدل على عدم المحبة ( التي تستر العيوب ) وعدم الحكمة .


• قال قديس : " الحكيم يتأمل فضائل غيره ليقتنيها لنفسه ، أما الأحمق فينظر إلي عيوب غيره ، ليدينه عليها " . الايجابي يأخذ بيد الخاطئ ويعالجه ويساعده لا يدينه أو يذمه أو يوبخه بسلبية غير سليمة . الوديع يدين ذاته على ذلاته وضعفه ، والمتكبر يدين الغير دائماً ، لشعوره بأنه لا يخطئ أبداً .


رابعاً : أولوية نقاوة الداخل قبل الخارج :


" نق أولاً داخل الكأس والصحفة "

• من المنطقي أن نقاوة الداخل أهم من الخارج وأصلح للنفس . يطلب الرب نقاوة القلب : " هذا الشعب يكرمني بشفتيه ، أما قلبه فمُبتعد عني بعيداً " ( اش 29 ) . " يشبهون قبوراً مبيضه من الخارج ومن الداخل عظام نتنه " . " الإنسان ينظر إلي العينين ، وأما الرب فينظر إلي القلب " ، فلنكن مثله .


• المطالبة بنقاوة الداخل : " اغسلني فأبيض أكثر من الثلج ، قلباً نقياً أخلقه فيا يا الله " . والمقصود بالنقاوة الداخلية ليس مجرد امتناع الإنسان عن فعل الخطايا – أو تركها – وإنما في عدم التفكير فيها أو اشتهائها ، أي طهارة القلب والفكر والنية ، نقاوة السيرة والسريرة والنقاوة من الظنون الرديئة والشك والريبة .


• الدعوة في المسيحية لنقاوة الداخل بالنمو في وسائط النعمة وليس بالضغط أو التخويف أو التوبيخ أو العقاب .


• عدم أمر فتاة بعدم التزين ، بل أجعل المسيح يسكن في قلبها ، حينئذ ستعمل النعمة على نقاوة قلبها وعلى احتشامها .


• عدم انتهار شاب مراهق أو عاق بسبب مظهره الخارجي الغير عادي ، بل قيادته لأب اعتراف يكشف سبب عقوقه أو يعرفه على علة فشله ويقوده للمسيح فينجح من الداخل والخارج أيضاً وهو العلاج المطلوب .


الخلاصة :
ما هي اولوياتك في حياتك إبتداء من الآن ؟! وهل هي قاصرة على التعليم والبحث عن سكن وعمل وشريك ؟ أم هي بداية حياة عميقة مع الله ، في دنياه ، ثم تستمر معه في سماه ؟! . وقد وعد الرب وقال : " أطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه ( الأمور المادية الباقية ) كلها تُزاد لكم " ( مت 6 : 33 )
twitter twitter Twitter blogger
 
 

† © جميع الحقوق محفوظة لـ مدونة جنود يسوع 2011 †